الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 06:34:49 م

قفزة في الطلب على أجهزة العملات المشفرة الآمنة مع تصاعد الاختراقات

قفزة في الطلب على أجهزة العملات المشفرة الآمنة مع تصاعد الاختراقات

دبي، الإمارات العربية المتحدة:

تتصاعد وتيرة القلق لمستثمري العملات المشفرة من تعرض رموزهم للاختراق، ما تسبب في قفزة كبيرة للطلب على الأجهزة والمحافظ الآمنة التي تُبقي رموز العملاء آمنة وغير متصلة بالإنترنت. 

 

ومع تسجيل عمليات الاختراق على الشركات والأفراد رقماً قياسياً، أعلنت شركة ليدجر، التي تبيع أجهزة تُشبه محركات أقراص «يو إس بي» تُساعد المستثمرين على تخزين عملاتهم المشفرة بأمان، أنها تشهد أفضل عام لها حتى الآن.

 

وصرح باسكال غوتييه، الرئيس التنفيذي لشركة ليدجر، التي تأسست في باريس عام 2014، بأن الإيرادات ستصل إلى ملايين الدولارات بحلول نهاية العام الجاري.

وأوضح في تصريحات لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «يتعرض كثيرون للاختراقات أكثر فأكثر كل يوم.. اختراقات للحسابات المصرفية، والعملات المشفرة، وليس من المتوقع بالمرة أن تتحسن الأوضاع العام المقبل أو الذي يليه».

 

وقد سُرقت بالفعل عملات مشفرة بقيمة 2.2 مليار دولار تقريباً في النصف الأول من هذا العام، وفقاً لشركة البيانات «تشيناليسيز»، وهو ما يتجاوز إجمالي ما تمت سرقته طوال عام 2024 بأكمله.

 

واستهدفت حوالي 23 % من عمليات الاختراق محافظ الأفراد، فيما وصفته «تشيناليسيز» بأنه شكل «متزايد الانتشار من السرقة».

 

وأصبحت هجمات الاختراق على كل من شركات التشفير والأفراد شائعة بشكل متزايد، خاصة بعد أن وصل سعر البتكوين والرموز المشفرة الأخرى إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام، مدفوعاً بدعم دونالد ترامب للصناعة.

 

وسرق قراصنة من كوريا الشمالية عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار من بورصة «باييت» في فبراير، في أكبر عملية سرقة على الإطلاق.

 

وقال آري ريدبورد، رئيس السياسة العالمية في شركة «تي آر إم لابس» لاستخبارات البلوك تشين: مثلما شهدنا عاماً قياسياً في نشاط التشفير القانوني، تم أيضاً تسجيل عام قياسي في نشاط التشفير غير القانوني».

 

ويأتي هذا الارتفاع في الطلب على أجهزة «ليدجر» قبل الارتفاع الذي تشهده الشركة عادةً من مبيعات الجمعة السوداء وعيد الميلاد. وصرح غوتييه أن ليدجر ستجمع تمويلاً على الأرجح العام المقبل.


وأوضح أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر مصممة للتواصل والترفيه، وليس للأمن، مضيفاً أن نمو أعمال الشركة ينبع من «إدراكها أن المتسللين يزدادون عدوانية، وبالتالي هناك حاجة ماسة إلى ترقية أمن هذه الأجهزة».

 

وتقدم شركات أخرى مثل «تريزور» ومقرها التشيك، وتانجيم، ومقرها سويسرا، ما يسمى بـ«محافظ التخزين البارد»، والتي تتيح لحاملي العملات المشفرة بدائل لحفظ رموزهم مباشرة على منصات تداول مثل كوين بيس أو بينانس.

 

وقال آري ريدبورد إن حاملي الأصول الرقمية يبحثون جاهدين عن طرق لحفظ أصولهم بأمان، ومع النمو المتواصل لصناعة العملات المشفرة، «سيزداد احتياج الناس لهذه الأجهزة».


وقد قامت «ليدجر» بحماية ما قيمته حوالي 100 مليار دولار من البتكوين لعملائها، وقُدرت القيمة السوقية للشركة بنحو 1.5 مليار دولار في عام 2023 بعد جمع أموال من مستثمرين، بما في ذلك شركة «تي هولدينجز 10» و«ترو غلوبال فنتشرز» السنغافورية.

 

ويتطلع غوتييه إلى جمع تمويلات مستقبلية، إما من خلال إدراج في نيويورك أو من خلال جولة خاصة، كما يقوم بزيادة عدد موظفيه في نيويورك.

 

ويقول: «قضائي المزيد من الوقت في نيويورك يأتي في ظل إدراكي أن الأموال موجودة في نيويورك اليوم للعملات المشفرة، أكثر مما هي موجودة في أي مكان آخر في العالم، خاصة أوروبا».

 

وأدى ارتفاع أسعار العملات المشفرة إلى تزايد الجرائم المتعلقة بحائزيها. فإلى جانب عمليات اختراق العملات المشفرة، تنتشر عمليات الاختطاف أيضاً، حيث يحاول المجرمون الاستيلاء على أموال المتداولين.

 

وتم اختطاف المؤسس المشارك لشركة ليدجر وزوجته في فرنسا في وقت سابق من هذا العام، وسعى المجرمون للحصول على فدية مدفوعة بالعملات المشفرة، لكن لحسن الحظ أُلقي القبض على المجرمين لاحقاً، وتم تتبع الأموال وتجميدها.


وصرحت شركة تشيناليسيز أن ارتفاع أسعار العملات المشفرة من المرجح أن يؤدي إلى «هجمات مادية انتهازية إضافية ضد حاملي العملات المشفرة».