أكد نيكو كورنيليس المدير الإقليمي التنفيذي لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي بشركة «إنجي»، أنه في خِضَمّ سعي الإمارات الحثيث لتحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة، يبقى السؤال الجوهري متعلقاً بكيفية تأمين الدولة لإمدادٍ مستقر وموثوق من الطاقة، في ظل التقلبات المتأصّلة في مصادر مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ولفت إلى أنه مع التطور المتسارع لتقنيات تخزين البطاريات، لا تزال هذه التقنيات تفتقر إلى النطاق أو القدرة الزمنية اللازمة للاستغناء الكامل عن التوليد الأساسي التقليدي.
وأوضح أن شركة «إنجي»، وهي إحدى أبرز الشركات العالمية في إنتاج الطاقة المستقلة، لديها خبرات عميقة في تقديم حلول طاقة أكثر نقاءً وكفاءة، ما يُمكّن الحكومات والمؤسسات الصناعية والمرافق من بلوغ أهدافها في الاستدامة. وتبرز براعة الشركة في تحقيق التوازن الاستراتيجي بين مصادر الطاقة المتجددة والتوليد المرن، وهو ما يضمن أمن الطاقة، ويدفع عجلة التحوّل نحو مستقبل منخفض الكربون.
وأشار نيكو كورنيليس إلى أنه إدراكاً للأهمية القصوى لاستقرار الشبكة في عالم يزداد فيه الاعتماد على الطاقة المتجددة، حوّلت إنجي تركيزها الاستراتيجي نحو نظام توربين غاز الدورة المفتوحة. تُؤمن إنجي بأن هذه الحلول الاحتياطية، التي تتميز بسرعة الاستجابة والمرونة، مصممة خصيصاً لتكملة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما يضمن استقرار منظومة الطاقة، مع تولّي مصادر الطاقة المتجددة زمام المبادرة.
وتُظهر المقارنة بين نظام توربين غاز الدورة المفتوحة، ونظام توربين غاز الدورة المركبة، فروقاً جوهرية في أدوارها ومواصفاتها التشغيلية.
فبينما تُعد محطات الدورة المركبة مثالية للتوليد الأساسي المستمر بكفاءة عالية، تصل إلى b-50، فإنها تتطلب وقتاً أطول للتشغيل (30–60 دقيقة)، واستثماراً رأسمالياً أعلى. في المقابل، تبرز توربينات الدورة المفتوحة كحلول داعمة للطاقة المتجددة، حيث تعمل فقط عند الحاجة بكفاءة تتراوح بين @-30، ولكنها تتميز بسرعة فائقة في التشغيل (10–15 دقيقة)، ومرونة عالية في البدء والتوقف حسب الطلب.
ورغم أن انبعاثات الدورة المفتوحة قد تكون أعلى لكل ميغاواط/ ساعة عند التشغيل، إلا أن استخدامها المحدود، يقلل من حجم الانبعاثات الإجمالية، مقارنة بالدورة المركبة التي تعمل باستمرار.
كما أن تكلفة توربينات الدورة المفتوحة أقل، وتصميمها أبسط، مع إمكانية تحويلها من محطات دورة مركبة قديمة، ما يجعلها تتوافق بشكل مثالي مع متطلبات شبكة الإمارات، التي تعتمد بشكل متزايد على الطاقة المتجددة، وتتطلب دعماً احتياطياً سريع الاستجابة.
وقال كورنيليس إن شركة إنجي تعمل وفق منهج تشغيلي مدروس وواضح، ترتكز على التوازن بين تلبية احتياجات الطاقة الحالية، والاستعداد لمستقبل منخفض الكربون. ففي ما يتعلق بنظام توربين غاز الدورة المركبة، لن يتم المضي قدماً في أي تطوير مستقبلي لهذه المحطات، إلا بوجود مسار واضح ومحدد لإزالة الكربون، وذلك من خلال دمج الهيدروجين، أو تطبيق تقنيات التقاط الكربون، ما يعكس التزامنا بالحلول المستدامة طويلة الأمد.
أما نظام توربين غاز الدورة المفتوحة، فسيشكل الركيزة الأساسية لحلول الطاقة المرنة المستقبلية، فهي توفر قدرات استجابة سريعة وفورية، ما يمكنها من موازنة الفجوات في إمدادات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وأنظمة تخزين البطاريات، وبالتالي، ضمان استقرار الشبكة.
وفي سياق إدارة الانبعاثات، وعلى الرغم من أن أنظمة توربينات غاز الدورة المفتوحة تُصدر ثاني أكسيد الكربون، فإن طبيعة استخدامها التشغيلي المحدود، تضمن أن تكون انبعاثاتها الإجمالية ضئيلة جداً، خاصة عند مقارنتها بمحطات الوقود الأحفوري، التي تعمل بشكل مستمر، وهذا النهج يقلل من البصمة الكربونية الإجمالية لعملياتنا.
وتستفيد إنجي من خبرتها العالمية الواسعة في إزالة الكربون، فبوجودها في 30 دولة، وسجلها الحافل في قيادة التحوّل نحو الطاقة النظيفة، تجلب إنجي أفضل الممارسات العالمية إلى المنطقة، ما يسرّع الانتقال إلى نظام طاقة منخفض الكربون، مع الحفاظ على أمن الطاقة، والقدرة على تحمّل التكاليف.
وشدد كورنيليس على أن تحوّل الطاقة هو عملية موازنة دقيقة، حيث لا يمكننا تحمّل انقطاع التيار الكهربائي أو الطاقة غير الموثوقة، بينما ننتظر الحلول المثالية، وأشار إلى التزام إنجي بالمرونة والاستدامة والموثوقية، لافتاً إلى أن نظام توربين غاز الدورة المفتوحة، يمثل الخيار الأنسب لمزيج الطاقة المتطور في الإمارات، حيث إنه يتعلق بتأمين مستقبل الشبكة، وضمان دعم نمو الطاقة المتجددة، لا إعاقته.