أظهر استطلاع جديد صادر عن «لينكدإن»، أكبر شبكة مهنية في العالم، قفزة في نسبة اعتماد الذكاء الاصطناعي من قبل القوى العاملة في الإمارات خلال العام الجاري.
وتبلغ نسبة المهنيين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي حالياً بشكلٍ منتظم في الإمارات 80%، بارتفاع كبير عن نسبة 56% في عام 2024.
ووفقاً للاستطلاع الذي حصلت «البيان» على نسخة منه، يعكس هذا النمو السريع تزايد الثقة بقدرات الذكاء الاصطناعي، حيث قال أكثر من ثلاثة أرباع المهنيين (77%) إن لديهم نظرة إيجابية تجاه مساهمات الذكاء الاصطناعي في تحسين عملهم اليومي، فيما أكد 81% أن تجربة أدواته واستكشاف إمكاناتها يومياً يعدان أمراً ممتعاً، وأفاد 73% بأنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي حالياً بانتظام وبثقة أكبر مقارنة بالعام الماضي.
مشكلة المصداقية
وأظهر الاستطلاع أن 31% من المهنيين في الإمارات بالغوا أو ادّعوا امتلاك مهارات في الذكاء الاصطناعي خلال مقابلات التوظيف، و23% كرّروا ذلك في بيئة العمل، ومع ذلك، لا يزال 42% غير واثقين بالمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التي ستبقى مطلوبة في أدوارهم أو قطاعاتهم، فيما يشعر 42% بأنهم غير مستعدين للتغيرات التي قد يفرضها الذكاء الاصطناعي على وظائفهم خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
بالتوازي مع ازدياد معدّل اعتماد الذكاء الاصطناعي في الإمارات، يشعر الكثيرون بالضغوط الناجمة عن مواكبة التطورات والمتطلبات المتزايدة، حيث يشبّه 73% تعلّم مهارات الذكاء الاصطناعي بوظيفة ثانية، كما يجد 61% أنهم لم يوظفوا الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي في مجال عملهم بعد.
لكن الرغبة في تعلم وتنمية مهارات الذكاء الاصطناعي لا جدال فيها، حيث يستثمر نحو ثلاثة أرباع المهنيين وقتهم الشخصي والموارد المتاحة بالنسبة لهم حيث يستخدمون الأدوات المجانية بنسبة 73%، والتدريب الذاتي بنسبة 68%.
ومن الطبيعي أن تخلق وتيرة التغيير هذا نوعاً من الضغط، حيث يلاحظ 48% ارتفاع سقف التوقعات المهنية، ويشعر 65% بالحاجة الملحّة إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بطرق أكثر تقدماً وإبداعاً.
وتعكس نتائج الاستطلاع عزم القوى العاملة على تبنّي الابتكار مع الحاجة إلى الدعم والتدريب المنظّم بهدف توظيف الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي.
وقال علي مطر، رئيس الأسواق الناشئة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في لينكدإن: «يحاول الجميع الآن البقاء في المقدمة، ولذلك يحرصون على مواصلة تعلّم مهارات الذكاء الاصطناعي خارج ساعات العمل، ومن الطبيعي أن يلجأ الأشخاص، تحت ضغط التغييرات المتتابعة، إلى الاستعانة بشبكة معارفهم من أجل النصح والدعم وتبادل الخبرات والتجارب، وهذا ما لا يوفره الذكاء الاصطناعي.
العلاقات الإنسانية هي ما يمنحهم الثقة بالنفس وتطوير الذات عند تبني أساليب العمل الجديدة».
العلاقات الشخصية
وتواصل العلاقات الإنسانية رسم ملامح المسار المهني في الإمارات على الرغم من صعود وانتشار الذكاء الاصطناعي، وتشير النتائج إلى أنّ الغالبية العظمى من المهنيين (85%) يثقون بالأفكار التي يقدمها زملاؤهم في العمل، والتي يعجز الذكاء الاصطناعي عن طرحها، ويجد 82% أنّ الروابط الشخصية تتفوّق في أهميتها على المؤهلات في عمليات التوظيف.
وينطبق ذلك بشكلٍ خاص على من بدأ مسيرته المهنية للتو، حيث يشير 74% إلى أنّ العلاقات الاجتماعية أصبحت أكثر أهمية لنجاح المسيرة المهنية، وتستند هذه النتائج إلى الواقع بصورةٍ كبيرة، إذ يحصل شخص من بين كل ثلاثة مهنيين في الإمارات على وظيفة جديدة أو يحقق تقدماً في مسيرته المهنية بفضل الدعم الذي يتلقّاه من شبكة معارفه.
دور الإنسان
وتزامناً مع النقلة النوعية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال، يدرك مهنيّو دولة الإمارات دوره المحوري بصفته داعماً وليس بديلاً لهم، ويؤكد 79% تزايد أهمية البيئة الداعمة أكثر من أي وقتٍ مضى، مع تحوّل شخص واحد تقريباً من كل ثلاثة مهنيين إلى التواصل الإلكتروني من أجل مواكبة العصر.
على منصة لينكدإن على سبيل المثال ازداد عدد التعليقات بأكثر من 30% خلال السنة الحالية، كما أشار 39% إلى أنّ استخدام الذكاء الاصطناعي قد وفّر مزيداً من الوقت للتواصل مع زملائهم في العمل.