السبت 8 نوفمبر 2025 - 01:39:45 ص

"مينا للوقود الحيوي" تُباشر أعمال الإنشاء في أول منشأة لوقود الطيران المستدام في الإمارات


أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة:

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: أعلنت "مينا للوقود الحيوي"، المملوكة لمجموعة "ميركنتايل آند ميريتايم"، عن البدء رسمياً في أعمال البناء لأول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات ضمن منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة، وذلك بعد عام واحد فقط من الكشف عن المفهوم الأولي للمشروع خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2024"

وستعمل المنشأة على تحويل زيوت الطهي المستعملة والمخلفات العضوية إلى وقود طيران مستدام معتمد دولياً، وفقاً لأعلى معايير الجودة والانبعاثات. وستنتج المرحلة الأولى 125 مليون لتر سنوياً، أي ما يعادل نحو 18% من مستهدفات السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في الإمارات بحلول 2030، على أن تتضاعف القدرة الإنتاجية إلى 250 مليون لتر سنوياً في المرحلة الثانية لتساهم بما يصل إلى 36% من إجمالي الإنتاج المستهدف.

ويُقدّر حجم الاستثمار في المرحلة الأولى بنحو 200 مليون دولار، فيما تبلغ المرحلة الثانية 100 مليون دولار إضافية، مما يجعل المشروع أحد الركائز الرئيسة لخريطة طريق الإمارات بهذا المجال، وخطوة مهمة نحو تحقيق استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050.

ومنذ الإعلان عن المشروع في "أديبك 2024"، انتقلت "مينا للوقود الحيوي" إلى مرحلة التنفيذ الفعلي بعد استكمال دراسة جدوى شاملة أكدت القيمة الاقتصادية للمشروع. وقد تم استئجار الأرض المجاورة لمنشآت "MENA Terminals" في الفجيرة من حكومة الإمارة، وتعيين شركة الاستشارات الهندسيّة الإماراتيّة "دايناترون" لتتولى إدارة المشروع، وإنجاز المسوح الطبوغرافية والهيدرولوجية التفصيلية، واختيار مزوّد تقني عالمي لتقنية تحويل المخلفات إلى وقود طيران مستدام معتمد. كما تم التعاقد مع روبرت رايت، الرئيس التنفيذي الأسبق لجمعية الوقود الحيوي الأوروبية، كمستشار للسياسات والتنظيم؛ وأيضاً تكليف شركة MUC للهندسة - فرع الفجيرة بإجراء دراسة الأثر البيئي وتقديم خدمات تصاريح المشروع.

وخلال مشاركتها في "أديبك 2025"، وقّعت "مينا للوقود الحيوي" مذكرة تفاهم إستراتيجية مع شركة الإمارات للبترول (امارات) بحضور معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، لتوفير قنوات محلية تُعزّز مسار التنفيذ التجاري للمشروع.

وفي إطار الزخم الذي يشهده المشروع، أعلنت "مينا للوقود الحيوي" عن إطلاق أول مناقصة من مرحلتين للهندسة والتوريد والإنشاء والتشغيل الخاصة بالمنشأة الجديدة في الفجيرة، داعيةً المقاولين الإقليميين والدوليين المؤهلين ممن يمتلكون الخبرة في مشاريع الوقود المتجدد والمنشآت الصناعية الكبرى إلى المشاركة. وتشمل الحزمة الأولى من المناقصة تصميم وتنفيذ المرافق الخاصة باستلام المواد الخام وتخزينها وتوزيعها، إضافة إلى مرافق تخزين الوقود المستدام والمنتجات الثانوية الناتجة عن عملية المعالجة، بما يوفّر المنظومة اللوجستية الأساسيّة للمشروع. أما الحزمة الثانية من المناقصة، والتي من المقرر طرحها خلال الربع الأول من عام 2026، فستغطي وحدات المعالجة الرئيسة الخاصة بتكرير الوقود المستدام، إلى جانب البنية التحتية المساندة، مما يشكّل خطوة محورية نحو الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الكامل لأول منشأة من نوعها في دولة الإمارات.

يمثّل هذا التقدّم مرحلة مهمة في ترجمة رؤية المشروع إلى واقع ملموس، ويعزز مكانة دولة الإمارات كمركز إقليمي لإنتاج وقود الطيران المستدام، مع ضمان توافر إمدادات مستقرة من الفجيرة إلى أسواق الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي والأسواق العالمية.

و قال سعادة علي خليفة الشامسي، مدير عام شركة الإمارات للبترول (امارات): "يتطلّب بناء منظومة وطنية متكاملة لإنتاج الوقود الحيوي تعاوناً بين المستثمرين وشبكات التوزيع إلى جانب توظيف التقنيات الحديثة. ومن خلال اتفاقية التعاون بين ’امارات‘ و’مينا للوقود الحيوي‘، تتحول هذه الرؤية إلى واقع ملموس عبر إنتاج كميات متزايدة من الوقود المستدام المعتمد والمعالج محلياً في الفجيرة، مما يمنح شركات الطيران مساراً موثوقاً لتقليل انبعاثاتها الكربونية".

وأضاف: "إن دعمنا لتطوير هذا المسار في منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة يؤسس لقدرات إنتاجية محلية يعتمد عليها قطاع الطيران في الدولة، ويساهم في تحقيق أهداف خريطة الطريق الوطنية للوقود المستدام للطيران 2030 واستراتيجية الحياد المناخي 2050، مع الحفاظ على القيمة الاقتصادية وفرص العمل والخبرات داخل الدولة. وقد أثبت الانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ خلال اثني عشر شهراً فقط أن دولة الإمارات جادّة في التزامها بتطوير قطاع الوقود المستدام، ونحن في ’إمارات‘ ملتزمون بتحويل هذا الزخم إلى نتائج ملموسة تضمن الإمداد المستقر وتحقق خفضاً حقيقياً في الانبعاثات."

بدوره قال سعادة الكابتن سالم الأفخم، مدير منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة: "يشكّل إطلاق أول منشأة لإنتاج وقود الطيران المستدام في دولة الإمارات من الفجيرة علامة فارقة لكلٍّ من الإمارة والدولة على حدّ سواء، ويجسّد هذا الإنجاز التزامنا المشترك بتحقيق استراتيجية الحياد المناخي 2050، والمضيّ قدماً في التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة. نفخر بأن نكون جزءاً من هذا النجاح الذي يمثل فصلاً جديداً في مسيرة الفجيرة في قطاع الطاقة، ويقربها أكثر من تحقيق طموحها الاستراتيجي في تنويع مزيج الطاقة بعيداً عن الوقود الأحفوري التقليدي، والاتجاه نحو وقود أنظف وأكثر قيمة. كما ينسجم المشروع مع رؤية الإمارة، ودولة الإمارات عموماً، في تعزيز القيمة الاقتصادية محلياً من خلال الجمع بين الاستثمار والابتكار والقدرات الصناعية لبناء منظومة متكاملة تعزّز الاستدامة الاقتصادية والبيئية على المدى الطويل."

وأضاف: "مع تشكّل هذا المشروع وغيره من المشاريع المشابهة، تواصل منطقة الفجيرة للصناعات البتروليّة تطوّرها من كونها واحدة من أكبر ثلاث مراكز عالمية لتخزين وتزويد السفن بالوقود إلى منظومة طاقة متكاملة تجمع بين القدرات التصنيعية والتقنيات المتقدمة لتحويل المواد الأولية إلى وقودٍ أكثر استدامة وأعلى قيمة. إن هذا التحول يعزّز مكانة الفجيرة كمساهم رئيسي في مشهد الوقود النظيف الإقليمي، ويؤكد التزامنا المتواصل بدعم مسيرة التحول في قطاع الطاقة الإماراتي نحو مستقبلٍ أكثر استدامة وتنوّعاً".

وقال سعادة محمد سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة "مينا للوقود الحيوي": "يُسعدنا رؤية هذا المشروع ينتقل من مرحلة الإعلان إلى مرحلة التنفيذ خلال عامٍ واحد فقط. وتُجسّد هذه المنشأة التزامنا الراسخ بدعم السياسة العامة لوقود الطيران المستدام 2030، كما تؤكد دورنا في تعزيز الطاقة النظيفة من خلال الاستثمار والشراكات الاستراتيجية."

فيما أكّد غاطي الجبوري، الرئيس التنفيذي لـ "مينا للوقود الحيوي" أنّه من خلال الاستفادة من البنية التحتية المتقدمة في إمارة الفجيرة، ومواءمة جهود الشركة مع السياسة العامة لوقود الطيران المستدام في دولة الإمارات، تسعى "مينا للوقود الحيوي" إلى ترسيخ مكانتها كشركة رائدة إقليمياً في إنتاج وقود الطيران النظيف.