توفي لام ليونغ-تيم، رائد صناعة الألعاب في هونغ كونغ، عن عمر ناهز 105 أعوام، بعد أن ترك إمبراطورية لصناعة ألعاب الأطفال تعد ضمن الأكبر عالمياً.. فمن هو لام ليونغ- تيم؟
لام هو مبتكر لعبة قد تبدو بسيطة، ولكن لا يخلوا بيت منها، وأصبحت أيقونة ألعاب الأطفال، تلك اللعبة هي البطة المطاطية الصفراء الشهيرة.
وكشفت عائلة لام أنه توفي في 10 نوفمبر، وأعلنت أن مراسم تأبينه ستُقام يوم الاثنين المقبل في دار الجنازات بمقاطعة نانهاي في مسقط رأسه بمدينة فوتشان.
وُلد لام في هونغ كونغ، لكن عائلته فرت إلى البرّ الرئيسي للصين بعد أن غزت اليابان المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، ليعمل مزارعاً ويتجه لبيع الخضراوات في سوق القرية.
وبعد الحرب، عاد لام إلى هونغ كونغ، حيث عمل في كشك لبيع الصحف والمجلات، براتب شهري لم يتجاوز 60 دولار بعملة هونغ كونغ، قبل أن ينضم إلى شركة للمواد الصناعية مملوكة لرجل الأعمال نورمان يونغ سي-كوين.
وبحكم شغفه بالقراءة، صادف لام مقالاً في إحدى المجلات يتحدث عن استخدام البلاستيك في صناعة الألعاب، حينها أقنع يونغ بالتركيز على المنتجات المصنوعة من هذا المادة، وبعد ذلك بوقت قصير تأسست شركة وينسوم للبلاستيك.
البطة الأولى
وخرجت أول دفعة من البط المطاطي الأصفر الذي صممه لام من خط الإنتاج عام 1948، وفي عام 1960، اندمجت شركته الخاصة "فوروارد برودكتس" مع "وينسوم بلاستيك ووركس" لتأسيس شركة "فوروارد وينسوم إندستريز"، التي أصبح لام مالكها الوحيد لاحقاً.
وقد كوّن ثروته لاحقاً من بيع الألعاب البلاستيكية لشركتي هاسبرو وهولمارك الأمريكيتين، بما في ذلك نماذج أولية لدمى باربي، وإكسسوارات جي. آي. جو، ولعب ترانسفورمرز.
وقال لام في عام 2015: "تمثل بطتي قصة أسد ليون روك النموذجية، عن كيفية بنائنا لإمبراطورية عالمية من لا شيء"، في إشارة إلى القمة الشهيرة التي تفصل شبه جزيرة كولون عن الأقاليم الجديدة، والتي تُعد رمزاً لصمود المدينة.
وعندما بدأت الإصلاحات الاقتصادية في البرّ الرئيسي أواخر السبعينيات، كان لام من أوائل أصحاب المصانع في هونغ كونغ الذين انتقلوا إلى الشمال لتأسيس صناعتهم هناك.
وقال إمبراطور الألعاب إنه شعر بولاء عميق للصين، وأراد لها أن تمتلك صناعة ألعاب قادرة على منافسة هيمنة اليابان في الأسواق العالمية، وبحلول عام 1982، كانت الشركة قد افتتحت مصنعين إضافيين في مقاطعة غوانغدونغ، وبحلول نهاية الثمانينيات كان عدد العاملين في مصانعها بالبرّ الرئيسي قد وصل إلى 18,000 عامل.
سفير البطة
وفي سنواته اللاحقة، أصبح لام بمثابة سفير للبطة المطاطية، مستحضراً ذكرياتها وحكايات فترة التصنيع التي تركت بصمتها في تاريخ هونغ كونغ.
وفي ديسمبر 2016، تصدرت بطات لام العناوين مجدداً عندما عُثر على 4,000 منها في مسبح بمنتزه مورز بارك، خلال فعالية افتتحتها كاري لام تشنغ يوت-نور -السكرتيرة الرئيسية آنذاك- احتفالاً بالذكرى العشرين لعودة هونغ كونغ إلى السيادة الصينية.
ورغم تقدمه في السن، لم تخفت روح لام الريادية، إذ أسس شركة "فاندرُفل كرييشنز" عام 2014 عندما كان في التسعين.
وقال حينها: "أريد أن أثبت أنه رغم سني يمكنني إطلاق مشروع جديد."
كما شارك في الأعمال الخيرية، متبرعاً لجامعات ومعاهد تدريب مهني ومدارس في البرّ الرئيسي، وكذلك في هونغ كونغ والولايات المتحدة. وشملت جهوده في البرّ الرئيسي تأسيس صندوق لتمويل المدارس في نانهاي.
وفي عام 2019، منحت الحكومة لام "نجمة البوهينيا البرونزية" تقديراً لإسهاماته في تطوير الصناعة في هونغ كونغ، وأشادت بـ"جهوده المخلصة" في تنمية المواهب.
ملاحظة توضيحية
وعندما أعاد لام إطلاق البطة المطاطية تحت علامة "فاندرُفل كرييشنز"، حمل المنتج ملاحظة توضيحية:
"قد تتساءلون لماذا نحن باللون الأصفر، يعود السبب إلى ما يقرب من سبعة عقود، بعد سنوات الحرب الطويلة والمظلمة، حلم مُبدعُنا لام بعالم مليء بالألوان، واليوم، ما زلنا نحن البط الأصفر نحمل مهمة مهمة.. أملُنا أن يتعلم جميع الأطفال المشاركة واللعب والعيش معاً بانسجام، حتى تستمر الأجيال القادمة في التمتع بالسلام والصداقة والازدهار."
وكان الابن الأكبر للام، جيفري لام كين-فونغ، نائباً في المجلس التشريعي خمس دورات وعضواً في مجلس الإدارة التنفيذي المسؤول عن اتخاذ القرارات، قبل أن يعلن تقاعده من المجلس التشريعي قبيل انتخابات الشهر المقبل.