الأحد، 23 نوفمبر 2025

دبي، الإمارات العربية المتحدة:
في قصة نجاح مذهلة تجمع بين الطموح والابتكار، حول مايكل ديل، مؤسس شركة Dell Technologies، مشروعه الصغير في غرفة سكنية بجامعة تكساس عام 1984 برأس مال 1000 دولار فقط، إلى ثروة شخصية تُقدّر اليوم بـ 136.9 مليار دولار، لتضعه في المركز الحادي عشر بين أغنى الأشخاص على مستوى العالم.
بدأت رحلة ديل عندما كان طالبا في السنة الثانية، حيث أطلق مشروعا لتجميع وبيع أجهزة الكمبيوتر مباشرة للمستهلكين، متجاوزا متاجر التجزئة التقليدية وارتفاع الأسعار.
ومن غرفة نومه في مركز Dobie Center بالجامعة، أسس شركة PCs Limited، التي تطورت بسرعة لتصبح Dell Computer Corporation، وبحلول أواخر العشرينات من عمره، أصبح أصغر رئيس تنفيذي لشركة ضمن قائمة Fortune 500، مؤكداً مكانته كواحد من أبرز رواد صناعة الكمبيوتر الشخصي، وفقا لـ thestreet.
تميز نموذج أعمال ديل بالبيع المباشر للمستهلك، وهو ما مكنه من تقديم أجهزة مخصصة بأسعار أقل مع الحفاظ على الربحية، مما ساعد الشركة على النمو بسرعة لتصبح أكبر صانع للكمبيوتر الشخصي في العالم بحلول 2001، تغطي منتجاتها المنازل والمدارس والشركات عالميا.
كما أسهمت حملاته الإعلانية الشهيرة، بما فيها شعار "يا صاح، أنت تحصل على Dell"، في ترسيخ العلامة التجارية في وعي المستهلكين، خاصة بين الطلاب والعائلات.
في 2013، اتخذ ديل خطوة استراتيجية كبيرة بحل الشركة عن سوق الأسهم العامة، بالتعاون مع Silver Lake Partners في صفقة استحواذ بلغت 24.9 مليار دولار، ما أتاح له إعادة هيكلة الأعمال والتركيز على حلول المؤسسات والخوادم والتخزين، ونتج عن ذلك استحواذ EMC في 2016 مقابل 67 مليار دولار، وهي أكبر صفقة تقنية في التاريخ، وأدى دمج VMware لاحقا إلى تعزيز مكانة الشركة في الحوسبة السحابية وحلول المؤسسات.
ثروة ديل لم تقتصر على الكمبيوتر فقط، إذ أسس MSD Capital، التي تطورت لاحقا إلى MSD Partners، لتصبح منصة استثمارية ضخمة تدير استثمارات في العقارات الفاخرة، والطاقة، والأسهم الخاصة، ومشاريع البنية التحتية، من بينها فنادق Four Seasons وFairmont Miramar الشهيرة.
إلى جانب أعماله الاستثمارية، اهتم ديل بالأعمال الخيرية عبر Michael & Susan Dell Foundation التي أطلقت في 1999 لدعم الصحة والتعليم والاستقرار الاقتصادي عالميا، حيث تبرع بمليارات الدولارات، ما جعل مؤسسته واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية الخاصة في الولايات المتحدة.
اليوم، وبثروة تبلغ 136.9 مليار دولار، يظل مايكل ديل مثالا على الريادة والصبر الاستراتيجي، إذ نجح في بناء واحدة من أكبر الثروات في التاريخ، متجاوزا الشهرة الإعلامية، ومثبتا أن الابتكار والجرأة يمكن أن يغيرا مسار حياة شخص من غرفة نوم بسيطة إلى قمة العالم الاقتصادي.